العاشق والغروب

العاشق والغروب

اعتاد كل يوم أن يقف في شرفة حجرته المطلة على النيل ....ليرى ذلك المنظر الذي يثير في نفسه شجونه وذكرياته...ويطلق في قلبه الحنين بعد أن حاول مرات ومرات أن يقتله....وتتعالى آهات قلبه حسرة ً على ما حدث....ورغم هذا لم يشعر بالملل من رؤية ذلك المنظر...فأصبح مألوف لديه رغم تجديد أحزانه....إنه منظر الغروب وما فيه من عَبرة وعِبرة ...فتترقرق العبرة في عيونه وتسيل على خده...لما في المنظر من عبرة وعظة...إنها عبرة الفراق والوداع ....يرى الشمس يبتلعها النهر....وأشعنها الحمراء ترمي ظلالها على مياهه...وكأنه دمها المسفوك...تتوسل به للنهر ألا يبتلعها لعلها لا تغرب ولا ترحل...فتذكر العاشق حبه الكائن بين جوانحه...فهو مثل هذه الشمس....فقد أريقت دماء قلبه على نهر الحب...وغربت شمس حبه برحيل الحبيب....وأخذ يقول : كنت في الماضي أول منظر أشاهده في بداية يومي هو شرفتها.....نعم شرفتها المقابلة وكنت أرى الشمس والنهر مجرد ظلال على زجاجها...وكانت حبيبتي أجمل ما في الطبيعة الساحرة....فالشمس تضيء لها وجهها لأرى ملامحها أوضح.....والنسيم يداعب خديها لتبتسم لي فأفرح...أين أنتي الآن ؟؟؟؟؟ زجاج الشرفة يكسوه الغبار ...أستيقظت من أحلامي على كابوس الفراق...رحلتي أنتي وأهلك من مكان يألفكم ويعشقكم كل من فيه....وتذهبون لمكان ليس به حبيب ولا نديم...فحتما ستعودين لأن هذا أملي الذي أحيا عليه...فالشمس تغرب ولكن تشرق في اليوم التالي.....وبينما هو غارق في أحزانه وأفكاره ...فانتبه على صوتا ً غريبا ً في الجهة المقابلة....فالتفت فوجد الشرفة تحاول أن تنفتح...وفتحت فإذا بها تقف في شرفتها القديمة ونظرت له بكل لهفة وشوق...فما كان منه إلا أن قال بأعلى صوته : بحبك يا شمس عمري ...بحبك يا حلم الطفولة والشباب وحياتي كلها...فمن اليوم منظر الغروب هو لحظة ميلادي....وغروب ورحيل لأحزاني.....بحبك على مياه النهر أرسمها ....وتسقط أشعة الشمس على زجاج شرفتك لتنقشها .....بحبك.

ملحوظة:
كلمة عبرة ( بفتح العين ) معناها دمعة
كلمة عبرة بكسر العين معناها عظة

[size=24] مروه ..

وأنا فى سن العشرينات كانت مشاعرى تجاه الغروب مختلفه شويه عنكم

كنت بشوف الغروب دايما على البحر

وكنت بنسى تماما إن الغروب له اى علاقه بالدنيا إللى إحنا عايشينها

وكان كل إحساسى بيه إن البحر عاشق والشمس حبيبته المشتاقه للغوص فى أعماقه من شدة الحب

وكنت بسمع ساعة الغروب سيمفونيات وأصوات حاده وهارمونى موسيقى من أبدع ما يكون

وكنت بشوف حوريات بترقص حوالين الشمس رقصة العشق والحب والجنون

كنت بنسى تماما إن المنظر ده له علاقه بالدنيا

كنت بلاقى نفسى فى عالم تانى

ولما كبرت شويه بدأت أكون واقعى شويتين

وبدأت أربط بين الغروب وبين الحياه إللى أنا عايشها

وبدأت أشوف فيه الفراق والحزن والرحيل

ولما أكون سعيد أشوف فيه الأمل فى الشروق الجديد

وأحس إنى بودع أحزانى الراحلة مع الغروب

وكمان كنت بشوف فيه الخوف من المجهول

ودلوقت لما كبرت قوى بطلت أبص له كتير

لأنى بدأت أشوف فيه الموت والنهايه

طبعا دى حكايتى مع الغروب

شوفى بقى فيه كام مليون حكايه لكام مليون إنسان مع الغروب

والنهارده إحنا مع حكايتك وحكاية العاشق مع الغروب

يا بخته ..

كان حظه حلو ..

والدنيا ضحكتله وقت الغروب

والحزن إتبدل فرح

والدموع بقت صرخة نشوه وسعاده وأمل

وبقى الغروب فى عنيه أحلى مافى الوجود

لأنه شاف فى حبيبته شمس حياته

وشاف فى النهر بحر أشواقه

تفتكرى في أجمل و ارق من كده

هايل يا مروه

بجد الكلام مش حيعبر

فإسمحيلى أكتفى بإنى أقول إنى بحترم قلمك جدا

وعلشان خاطرك حرجع تانى أشوف الغروب

وأستناه زى زمان على البحر

وأبعت لك مع الشمس رسالة إعزاز وإحترام وتقدير

سلام يا صاحبى

[size]

أستاذ فؤاد
ردك على القصة أضاف ليها معاني راقية وبعد أعمق.
فعلا الغروب في كل مرحلة من مراحل عمر الإنسان بتحرك جواه مشاعر مختلفة.
تسلم على كلامك الجميل والراقي .
وشكرا على مجاملتك الرقيقة لأنك هترجع تشوف الغروب تاني وتمعنا بأحلى القصائد والخواطر.
شرفتني بوجودك وأسعدتني بردك اللي بقف عاجزة عن اني الاقي كلمات اشكرك بها.
فلك مني كل الاحترام والتقدير والامتنان.

eng.marwa كتب:: ...إنها عبرة الفراق والوداع ....يرى الشمس يبتلعها النهر....وأشعتها الحمراء ترمي ظلالها على مياهه...وكأنه دمها المسفوك...تتوسل به للنهر ألا يبتلعها لعلها لا تغرب ولا ترحل...

الله أجمل حاجه إن الواحد يشوف الكلام بجد كلامك جميل يا مروه و بيتهيألى هو ده التفسير الوحيد للغروب بالرغم من أنه تفسير حزين لكن هو ده الواقع .... و أكيد أى حد قرا قصتك كل ما يشوف الغروب أكيد حيفتكرها
بجد متحرميناش من جديد إبداعاتك

ميرسي يا محمد على مرورك الغالي.
ويارب ما يكونش تفسير الغروب جدد أحزان لك أو لأي حد بس هي دي العبرة من الغروب.
نورتني واسعدتني باهتمامك بقراءة قصتي المتواضعة.
وتسلم .